آخر أنواع النصب

هكذا يبدأ الأمر:
دعوة للإضافة + حساب جديد+ بروفيل جذاب لصورة فتاة فاتنة متحررة = كارثة قادمة.
كانت هذه هي ملخص النشرة وإليكم الأنباء بالتفصيل.
.....................
عزيزي الرجل الأربعيني والخمسيني. اعرف أنك تحب نفسك بجنون. واعرف أنك تنتظر من الآخرين، خصوصا الحسناوات، أن يحبوك. أنت تجلس الآن مع نفسك في جلسة عصاري مع كوب شاي ثقيل، وتعبث بأصابع قدميك في استمتاع. وتفكر كم أنت رائع وحزين. طبعا تتجاهل عدد (الزنب) التي فعلتها في زملاء العمل، والعذاب الذي جرعته لمن يقع تحت يديك من المواطنين. ثم تنخرط في لحظة تفسخ نفسي، في أحلام اليقظة. فتتخيل نفسك وسط الحسناوات، الشقراوات منهن والسمراوات، النحيفات منهن والمستديرات، كلهن يعجبن بك ويطلبن رضاك.
في هذه اللحظة بالذات تدلف زوجتك لتطلب منك شيئا ما. أو لتؤنبك على شيء ما فعلته. تشاهد وجهها الذي لم ترفق به السنين، وجرمها الذي لم يعد يتسع له باب البلكونة، فتغض بصره في حسرة وتكف عن شرب الشاي ومداعبة قدميك وتعود للواقع الأليم.
.......................
إنها المرحلة الحرجة التي يسمونها "المراهقة المتأخرة". حينما لا يصدق الرجل الأربعيني أن العمر مضى بهذه السرعة. وأنه لم يعد ذلك الشاب المتهور، الذي أمامه فسحة من العمر لا يدري ما يصنع بها. لحظة حدوث ذلك الموقف المؤلم الذي مر به كل الرجال تقريبا، حين قالت له حسناء طولها متران "يا عمو". فأحس بكل خذلان الدنيا وتمنى لو مات قبلها وكرهها وكره نفسه.
....................
تخيل أن هذا المراهق المتأخر يفاجئه طلب إضافة من حسناء رائعة الجمال. ترتعش أنامله وهو يعطي الموافقة. البنت تدخل في الموضوع مباشرة. لقد شاهدت بروفيلك وأعجبتني وأود أن أتعرف بك أكثر. ترتعش أصابعه وهي تطلب منه الذهاب إلى برنامج "السكاي بي" ليشاهد كل منهما الآخر.
يتلفت حوله في حذر لكن زوجته بحمد الله تمارس الأعمال التافهة من قبيل المذاكرة لولديه المراهقين اللذين صارا يعانيا مؤخرا من مرض الغريزة الجنسية! والبنت أصلا منكبة على جهاز الموبيل برغم أنه من آن لآخر يفتش خلفها. الجو خال والحمد لله.
لو كان قد فكر قليلا للاحظ أشياء مريبة. منها أن هذا الحساب مفتوح اليوم. وأنها تدخل في الموضع مباشرة كأنها تنجز مهمة. لا توجد مساحة للصد والرد والدلال والمناغشة كتلك المعتادة بين أنثى وذكر. لكن منذ متى يهتم الحمقى بأمور كهذه؟ إنه لا يحاول أن يسأل نفسه:" لماذا تصنع ذلك؟ لماذا تحاول أن تمتعه بخلع ملابسها؟ ما الفائدة التي ستعود عليها وهي لم تطلب نقودا؟" لكنه طبعا يعتبر أن حبه لنفسه هو سبب مهم جدا ليجعل الجميع يحبونه ويمتعونه ويخلعوا ملابسهم من أجله. ليس أي ملابس طبعا. ملابس تلك الحسناء المغرية.
وهكذا يقع العبيط في الفخ.
على الفور يفتح برنامج "السكاي بي". يشاهد حورية فائقة الجمال ترتدي ملابس شفافة. ثم تقترح عليه أن يخلعا ثيابهما ويستمتع كل منهما بالفاكهة المحرمة.
صديقنا الأربعيني تحول الآن إلى عينين جاحظتين. وبسرعة يذهب إلى غرفة خالية يوصدها بالمفتاح. وبسرعة يخلع ملابسه مجاراة لها. وفجأة ينقطع الإرسال.
ينظر حوله في حيرة لا يدري ماذا حدث. يبدأ في ارتداء ملابسه بغباء. وفجأة ترسل إليه فيديو فيفتحه. يرى نفسه عاريا بالكامل، ومع الفيديو رسالة تهديد بالدفع أو بالفضيحة. سترسل هذا الفيديو لقائمة أصدقائه التي نسختها مسبقا. وهكذا لا يجد أمامه سوى الخضوع للابتزاز.
.....................
هذه ليست قصة خيالية. بل هي آخر أنواع الابتزاز. ونصيحة مخلصة: لا تفرحوا أيها العواجيز بطلبات الإضافة من بنات حلوات شربات مميلات مائلات. واعلموا أن الحياة لا تجامل إلى هذا الحد، وأن صلعتكم وسحنتكم العكرة، لا مؤاخذة، لا تجذب البنات كثيرا.