جيمس يانج سيمبسون

12 نوفمبر 1847 - الطبيب البريطاني جيمس يانج سيمبسون يستخدم الكلوروفورم في التخدير لأول مرة في التاريخ.
بين النوم واليقظة دخلت عالم الحلم. لكن أكن أعلم أن الآلام تحدث هناك مثل عالم الحقيقة. في البدء كان الألم محتملا، كعزف خجول متقطع. بالتدريج اشتد الألم في الجانب الأيمن. الزائدة ملتهبة ويجب استئصالها: هكذا أخبرني الجرّاح في وحشية وعيونه تلمع بالانتصار.
غرفة العمليات: الهواء المعقم والأضواء الباردة. ثم ضربة مشرط في جدار البطن ارتفع معها صراخي إلى عنان السماء. أين التخدير يا أحمق؟. قال مندهشا: ما معنى تخدير؟. قلت وأنا أنظر إلى بطني المفتوحة في رعب: حقنة تجعلني أغيب عن الوعي. قال في استمتاع: كم هذا رائع ، ولكن أين؟. قال مساعده في حماس: يمكنني أن أخبط رأسه بمطرقة فيفقد الوعي . قلت مرعوبا: أين أنا بالضبط؟. رد في كبرياء: حفظ الله الملكة، أنت في بريطانيا عام 1847. قبل أن افهم  دخلت رئيسة التمريض مسرعة: لا أريد أن أقطع حديثكم الممتع، ولكن دكتور (سيمبسون) بالخارج يقول إنه توصل لاختراع عجيب!!.
جيمس يانج سيمبسون طبيب أمراض النساء الاسكتلندي الذي كان أول من استخدم الكلوروفورم للتخدير أثناء عملية ولادة. في البدء واجه معارضة شديدة ثم راج استخدامه بعد أن استعملته الملكة فيكتوريا وهي تلد عام  1853.
هل تتصوروا كيف كانت تتم العمليات الجراحية قبل اكتشاف التخدير؟. تدخين الحشيش كان أول وسيلة تخدير قبيل العمليات في تاريخ البشرية، ثم استخدم الصينيون الأفيون. من حسن الحظ أنهم لم يعرفوا (الكبسات) هناك!!.
علم التخدير الحديث بدأ مع اكتشاف غاز الضحك (اوكسيد النيتروجين)،وكان أول من جربه على نفسه طبيب الأسنان الأمريكي هوريس وِلزْ أثناء خلع ضرس له عام 1844. ثم غاز الأثير الذي اخترعه وجربها ويليام مورتون الأمريكي عام 1846، ثم مادة الكلورفوم عام 1847، ثم (الكُرير) الذي كان يستخدمه صيادو بيرو لشل حركة الحيوان.
خطوة بعد خطوة تطور علم التخدير حتى أصبح تخصصا مفردا. هكذا الحضارة بناء تراكمي، أنفق أعمارهم من أجله علماء. خاطروا بحياتهم، جربوا على أنفسهم، حتى الملكة ارتضت أن تكون مجالا لتجربة.هكذا تقدموا بفضل إيمانهم بالعلم والعلماء. وأكثر ما يزعجني، ونحن نُقدم لأبطال الإنسانية، هذا التراجع عندنا في الإيمان بجدوى العلم، يروجون للأعشاب والأساليب غير المجربة بدعوى العودة للجذور. والحقيقة أنه لا شيء يدعى حضارة غربية أو شرقية، بل هي حضارة إنسانية لجميع بني الإنسان.