أول بث تلفزيوني في بريطانيا

30 أكتوبر 1928: بدأ أول بث تلفزيوني في بريطانيا.
احلم، فنحن لا نملك إلا الحلم. احلم، فسلاحنا الوحيد في هذه الدنيا أن نحلم.
- 30 ألف عام قبل الميلاد - مكان ما في غابات إفريقيا.
الولد تتسع خطواته للحاق بأبيه، والليل الإفريقي هبط مبكرا، وتعقّب القرد أمتد أكثر من اللازم. بينه وبين الكهف دغل ينطوي على خطر مميت. ولا مفر من قضاء الليلة هنا.
هذه ليلته الأولى خارج الكهف. لا بد من مرة أولى دائما. احتكاك الغصون يفزعه، والوحوش تتقد عيونها كجمرة. أبوه احتضنه وهمس له : أغمض عينيك واحلم. لا تكف عن الحلم. سيأتي يوم لا نحتاج فيه للمغامرة بحياتنا من أجل الطعام. سنعود إلى الكهف فنجده مليئا بالطعام، مسكونا بالشمس. وسنقطع المسافات بنفس السرعة التي يأكل بها أخوك الصغير نصيبه من اللحم. وإذا سكنتنا الأرواح الشريرة سنبتلع شيئا كالحصاة تشفينا على الفور.
قضى الليل يهمس في أذن ابنه الذي نام مطمئنا في أحضانه. حينما عاد إلى الكهف راح يرسم كالمجنون الحلم الذي زرعه أبوه فوق كل الجدران. لم يكن يعرف ماذا يرسم بالضبط ولو سألوه ما أجاب. مات الأب ومات الولد وتعاقبت آلاف الأعوام، صارت الغابة صحراء جرداء. حينما اكتشفوا كهوف (تسيلي) عند الحدود الليبية الجزائرية أذهلتهم الرسوم. قالوا أنها شفرة القادمين من السماء، والحقيقة أنها حلم. مجرد حلم.

- عام 1510 - ميلانو
أطوار عجيبة يمر بها ليورنادو دافنشيي أعظم فناني عصر النهضة ولا يفهمها تلاميذه. رسومات غامضة يخفيها بسرعة. بعد مئات السنين سيجدون رسوما تفصيلية مذهلة عن الهيلكوبتر والدبابة والبارشوات. الحالمون قالوا إنه تنقل عبر الزمن، وآخرون قالوا إنه عبقري. والحقيقة أنه لم يكن يرسم وإنما يحلم.
-عام 1946 - ريف مصر
قالت الجدة -وهي تشير لجهاز مذياع ضخم يساوي ثروة-  لحفيدتها الصغيرة واسعة العينين.
- تسمعين صوت الشيخ من الصندوق، وغدا ترين الشيخ نفسه داخل الصندوق!!.
الجدة سكتت والبنت راحت تثقب الصندوق بعينيها محاولة أن ترى الشيخ العجيب.
التلفزيون حلم، بدايته فكرة عبقرية (لإينشتين) الذي تنبه لإمكانية تحول الموجات الكهرومغناطيسية إلى خطوط. ستسمع أسماء كثيرة في هذا الصدد:(فرانسو فورث) أول من بدأ العمل على بلورة فكرة إينشتاين، (جون بيرد) صاحب البراءة.
الحقيقة أن البشرية كلها اشتركت في صناعة التلفزيون: الطفل الحالم في كهوف (تسيلي)، (دافنشي) الذي لم يكف عن الحلم، الطفلة الصغيرة واسعة العينين.
احلم. فمن لا يستطيع الحلم ميت. احلم، إياك أن تكف عن الحلم.