14 نوفمبر 1908: أينشتاين يعلن عن نظرية كمية الضوء.
ألبرت أينشتاين رمز عالمي يتخطى حواجز اللغة والجنس والدين. أبو القرن العشرين، ومجلى نعمة الله في العقل والذكاء، وصانع الإطار الرياضي لقوانين عالم الذرة الصغير والكون الكبير.
أينشتين أثبت للناس جملة أشياء: فكرة واحدة قد تغير شكل الحياة. لا يعود العالم بعدها كما كان. نظريته النسبية الخاصة كانت مجرد بحث مكتوب في عدة وريقات، نشرها ولم يهتم بها أحد لعدة سنوات. بعدها انتبهوا أن هذه الوريقات- قليلة العدد عظيمة القيمة- هي جني المصباح المسحور، ومفجر القوى الكامنة في الأشياء.
ولد في مدينة أُولم الألمانية عام 1879، تأخر في النطق حتى الثالثة من عمره، لكنه أبدى شغفا كبيراً بالطبيعة، وقدرة على إدراك المفاهيم الرياضية الصعبة. في الخامسة من عمره أعطاه أبوه بوصلة، فأدرك أن هناك قوةً في الفضاء تقوم بالتأثير على إبرة البوصلة وتقوم بتحريكها. ومنذ المرحلة الثانوية وقع في غرام الفيزياء. عمل في مكتب تسجيل براءة الإختراعات السويسري في عام 1902. وتمكن من الحصول على شهادة الدكتوراه في عام 1905 من جامعة زيورخ، في العام نفسه كتب أربع مقالاتٍ علميةٍ دون الرجوع لكثير من المراجع العلمية أو التشاور مع زملائه الأكاديميين!!أحدها كانت نظريته النسبية الخاصة التي أعادت تشكيل القرن العشرين.
بوصول النازيين للحكم ازدادت المضايقات لأينشتين كونه يهوديا فهرب إلى الولايات المتحدة التي منحته إقامة دائمةً، وفي العام 1940 صار مواطناً أمريكياً مع احتفاظه بجنسيته السويسرية.
ولأن أينشتاين أكبر من أي تكريم أو احتفالية. فإن احتفالنا اليوم سيكون بعلم الفيزياء، مفتاح التقدم في الكوكب الأرضي. منذ بدء التاريخ والحضارة تقوم على أكتاف فيزيائيين. حقيقة واضحة وضوح الشمس: لا يوجد مكان على سطح الأرض لأمة تهمل علم الفيزياء. لأن فهم قوانين المادة هو السبيل الوحيد لاستخلاص قواها الكامنة، وتسخيرها في خدمة الإنسان.
ومما يثير الحزن أننا في مصر أبعد ما نكون عن فهم أهمية الفيزياء. فيا ليتنا نتبنى مشروع قومي يتكفّل بتعليم المائة الأوائل في شعبة الرياضيات في الثانوية العامة في مراكز بحثية متقدمة بالخارج تتعلق بالتكنولوجيا الحديثة وتقنيات الفيزياء. يتكافل الجميع في رعايتهم: رجال الأعمال الذين كونوا المليارات من خير مصر، شركات المحمول التي تكسب الملايين، واكتتاب عام من شعبنا المحب لصناعة الإنسان. حتى لا تضيع عقول رائعة يسحقها التجاهل والإهمال في كل عام. حلم جميل فيا ليته يتحقق ونعيش حتى نراه.
