مولد أرثر ميللر

17 أكتوبر عام 1915 مولد أرثر ميللر
■ ■ ■
بذمتك، أنا أرضى ذمتك!، هل تذكر شيئا عن أرثر ميلر غير أنه الوغد المحظوظ الذي تزوج مارلين مانرو!. فلنكن صرحاء، رجلا لرجل، مارلين مونرو تسببت في شهرته، لكنها شهرة تدور في مدارها وتعود إليها، شهرة تخدمها ولا تخدمه.
■ ■ ■
لو كنت تقرأ هذا المقال على النت فأنت في مأزق، لأنك لن ترى صورته المنشورة في وسط المقال. لا ريب أن مارلين مونرو جنّت حينما شاهدت صلعته المحببة وابتسامته الساخرة، قالت لنفسها لقد جربت الشباب المتأنق أصحاب الشعور (المسبسبة) والجفون المسبلة، وسأمت كرش المنتج الفظ وأنفاسه اللاهثة. وخبرت نذالة السياسيين (يخلعون) عند أدنى خطر. فلماذا لا أجرب اليوم- على سبيل المرح – مؤلفا مسرحيا مشهورا!.
■ ■ ■
مقال اليوم يحاول أن يبحث عن شيء في أرثر ميلر غير كونه زوجا لمارلين مونرو. الرجل مولود لعائلة يهودية وأرجو ألا يجعلك هذا تأخذ موقفا منه. لأننا لم نكن قط ضد الديانة اليهودية بل ضد السياسة الصهيونية. اليهود عاشوا بيننا قرونا طويلة فما وجدوا حضنا دافئا إلا عندنا ولكن لعن الله الندالة!.
■ ■ ■
على كل حال الرجل كان ناقدا لسياسة إسرائيل وهذا يكفينا منه. كما يمكنك التعاطف معه لأنه ولد فقيرا، فقيرا جدا!!. أبوه مصمم الأزياء تدهور حاله بفضل الكساد العظيم، مما جعله- وهو في الرابعة عشرة- يواجه العالم الواقعي ويمتهن العديد من المهن البسيطة. واضح أن هذه الأشياء لا تثير اهتمامك وما زلت تفكر في مارلين مونرو. طيب هل تعلم أنه كاتب مسرحي من الطراز الأول وأحد رموز الأدب والسينما الأمريكية لمدة واحد وستين عاما!!. واحدا من كبار المدافعين عن الحرية الفكرية، ومنددا بكل أشكال القمع، كما أنه حصل على جوائز، جوائز كثيرة!!.
■ ■ ■
ما زلت تهز رأسك في إصرار غير مبال بكل مسرحيات العالم. يا أخي الرجل شجاع، وأدان الأنظمة القمعية في كل مكان بما فيها سياسة الولايات المتحدة الخارجية. اسمع، سأقول لك سرا صغيرا: اشتهر ميلر بآرائه اليسارية وتم اتهامه بالشيوعية في الخمسينيات. وشملته حملة  تحقيق النشاط المعادي لأمريكا ومنها إلى المحكمة، من حسن حظه أنه لم يولد في مصر وإلا وجد نفسه في "أبو زعبل".

■ ■ ■
ما زلت أرى ابتسامة خبيثة تتلاعب على شفتيك!!. هل تعلم أن الأمريكان المجانين  زعموا أنه ما تزوجها إلا لتمويه مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي كان يلاحق نشاطاته اليسارية، وكأن الزواج من مونرو بحاجة إلا تبرير!!.
■ ■ ■
بصراحة أنت غير مهتم إلا بمارلين مونرو وفي هذا لا أستطيع أن ألومك. مارلين مونرو نفسها قالت له وهما يتعشيان على ضوء الشموع في إحدى مطاعم هوليود: "بصراحة يا عزيزي، ودون أن تغضب، أنا لست معجبةً بمسرحياتك على أي حال".