القتلة

يبدأ الفيلم هكذا: قاتلان مأجوران يقتحمان الكافتيريا، يتعاملان مع من تصادف وجودهم بفظاظة تليق بقاتل مأجور. لكن الهدف المنشود، واسمه «سويدى»، صاحب محطة البنزين المواجهة للكافتيريا، لم يغادر بيته منذ الخميس الماضى، وهكذا يذهبان إليه فى منزله لإتمام المهمة. يسرع أحد الذين تصادف وجودهم إليه لتحذيره. لكن العجيب أن سويدى يبدو عالماً بكل شىء، يرقد يائساً فى انتظار القتل. يسأله عن السبب فيقول فى إنهاك: «إنه خطأ ارتكبته منذ عهد بعيد». يطالبه صديقه بأن يهرب بسرعة لكنه يقول بتعب إنه قد فات أوان الهرب! مستسلماً للموت القادم بلا إمهال، يطالبه بأن يذهب بسرعة قبل أن يأتى القاتلان! وبالفعل تتم تصفيته فى ثوانٍ.
■ ■ ■
بدت الجريمة غير قابلة للحل أمام الشرطة. محقق شركة التأمين التى أمنت على حياته هو وحده من أبدى اهتماما حقيقيا بها. حتى مدير شركة التأمين لم يبال كثيرا لتواضع قيمته (٢٥٠٠ دولار). لكن الأمر بدا للمحقق مثل قطعة بازل فى مكان ما من اللوحة. ولابد له أن يعيد تشكيلها بالكامل حتى يتبين له موضع القطعة من الكل! لماذا قتل؟ وما الدافع؟.
لم يكن أمامه سوى خيطين. الأول الرجل الذى حذره قال إن اللغز بدأ حين أتت سيارة من خارج الولاية إلى محطة البنزين ولمح «سويدى» الذى ظهر عليه الرعب والمفاجأة. وبعد ما انصرفت السيارة أغلق المحطة ورقد مستسلما للموت.
الخيط الثانى هو البحث فى سجلات الشرطة التى تبين منها أنه قد تم القبض عليه فى جريمة سرقة.
وهكذا ذهب المحقق العنيد إلى الضابط الذى ألقى القبض عليه. تبين أنه اعترف على نفسه لإنقاذ امرأة غامضة يحبها اسمها «كيتى».
■ ■ ■
الخيط الثانى كان فى شخصية المستحقة مبلغ التأمين. تبين أنها مجرد عاملة بسيطة فى فندق، أنقذته من الانتحار بعد أن اكتشف هروب المرأة التى كانت معه. كان ذلك كل قطع البازل التى يملكها هذا المحقق العنيد.
أثناء دفنه شاهد كهلاً يبدو عليه الحزن الحقيقى. أخبره أنه كان رفيقه فى السجن لمدة ثلاث سنوات. وأنه ضحى بحريته من أجل امرأة اختفت تماماً بعد سجنه. وعند خروجهما ذهبا معاً إلى لص يخطط لسرقة كبرى مقدارها ربع مليون دولار. كانت هناك عشيقة اللص وآخرون من العصابة. لم يكن الزميل يعرف أنها كيتى التى أحبها. انسحب هو ولكن سويدى قرر الاشتراك.
■ ■ ■
قطعة بازل أخرى عندما عثر فى الصحف القديمة على وصف تفصيلى للسرقة الناجحة. بدأت قطع البازل تتوالى. سرقة كبرى. امرأة غامضة ضحى بحريته من أجلها، ثم عادت إليه وذهبا معاً إلى الفندق، ثم فرت هاربة بالغنيمة كلها. ما الذى حدث بين أفراد العصابة؟، كان اللغز فى طريقه للانكشاف.
■ ■ ■
استطاع المحقق العنيد الوصول إلى كيتى. تبين أنها حبكت الخدعة. ذهبت إلى سويدى وأخبرته أنهم يتآمرون عليه لحرمانه من نصيبه، وأنها وضعت حياتها على المحك من أجل إنقاذه. وهكذا فاجأهم واستولى على ربع المليون دولار، مصطحباً معه كيتى التى خدعته وفرت بالغنيمة كلها. وهكذا لم يجد أمامه سوى الهرب والاختباء هرباً من أفراد العصابة الذين يبحثون عنه من أجل الانتقام.
■ ■ ■
القتلة the Killers ، ١٩٤٦، فيلم يحبس الأنفاس. لا تصدق أبداً- عندما تشاهده- أن سينما الأربعينيات بلغت هذا الحد من النضج والتشويق.