إكتشاف مقبرة توت عنخ آمون

4 نوفمبر- 1922  هوارد كارتر يكتشف قبر توت عنخ آمون.
هل كانت مصادفة أن يُوضع ركن إخناتون في الطابق الأرضي فيما يختص الطابق العلوي بمقتنيات توت عنخ آمون، أم أنهم يحاكون تسلسل التاريخ؟
مصر الفرعونية
النيل البكر الأوليّ، جامح كحصان بريّ، التماسيح تغفو في كسل، والمراكب الشراعية تطفو فوق سطح النهر. ومن المعابد المتناثرة على ضفاف النيل تتصاعد تراتيل الكهنة، وروائح البخور.
الكل ثائر على إخناتون. الكهنة غاضبون لأنه نبذ آمون، واستبدله بإله واحد يرمز إليه بقرص الشمس. السياسيون غاضبون لأنه نقل العاصمة. قوّاد الجيش غاضبون لأن أطراف المملكة تتآكل، فيما هو غارق في صلواته لإلهه الجديد.
لا يوجد أحد راض عن إخناتون إلا زوجته الجميلة نفرتيتي، والفنانون التشكيليون.
المتحف المصري- ميدان التحرير
حينما تقف أمام تمثال إخناتون ستلاحظ على الفور مقاييسه المختلف. لقد أحدث إخناتون ثورة في النحت حين سمح لفنانيّ مصر القديمة أن يرسموه كما هو، لا كما يجب أن يكون. مقاييس جسد عجيبة نوعا، الفخذ أنثوي أكثر من اللازم. لكن وجهه وجه شاعر مرهف الحس لم يفهمه قومه، صوفيّ فاض قلبه بالمحبة فلم يعد يرى سوى معبوده.
مصر الفرعونية
بعد اغتيال إخناتون أصبح " توت عنخ آمون" فرعونا وهو في التاسعة من عمره، سيموت بعدها بطريقة عنيفة وهو في التاسعة عشرة. توت عنخ آمون أشهر الفراعنة لكن شهرته لم تتعلق بانجازاته وإنما لاكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل دون أي تلف.
الأقصر – وادي الملوك
بعد خمسة عشر سنة من التنقيب وجد (هوارد كارتر) عالم الآثار مقبرة توت عنخ آمون، أفضل مقبرة في التاريخ لم يمسها أحد من قبل. بسرعة أرسل برقية للورد (كارنارفون) الذي موّل بعثه الاستكشافية. في الرابع من نوفمبر عام 1922 قام (كارتر) بكسر مدخل المقبرة فأصبحت بادية للعين على ضوء شمعة. سـأله (كارنارفون): هل وجدت شيئا؟، فقال: أشياء مذهلة!.
كان أول إنسان تطأ قدمه أرض المقبرة منذ ثلاثة آلاف عام. الجدران مليئة بنقوش تصوّر قصة انتقاله إلى العالم الأخر. في منتصف الغرفة ثلاث صناديق متراكبة فوق بعضها كلها مطعمة بالذهب. ثم تابوت مغطى بحجر منحوت على شكل تمثال، عندما رفع غطاءه وجد التابوت الذهبي الرئيسي على هيئة تمثال أيضا، في داخله المومياء ملفوفة بطبقات من الحرير، وتوت عنخ أمون راقد بكامل زينته من قلائد و خواتم و التاج والعصى، كلها من الجواهر الثمينة والذهب الخالص.