دكتور أمراض نساء

 أ. د. حسن مصطفى جعفر، أستاذ مساعد أمراض النساء بجامعة القاهرة:

مهنة أمراض النساء والتوليد من المهن القاسية جداً:
أولاً: حياتك كلها تقضيها نبطشياً، منتظراً فى أى لحظة أن يرن هاتفك صباحاً ليلاً أو حتى فجراً. وغالباً ما يكون رقم المتصل غير مسجل عندك فتشعر أنه (الخازوق) المنتظر. لا تسألنى عن شعورى عندما تتصل بى امرأة حبلى لتسألنى فى الساعة الرابعة فجرا إن كان ممكنا أن تنام على جنبها الأيسر؟.
ثانيا: أنت مسؤول عن روحين لمدة تسعة شهور. وأى مشكلة تحدث لها من أول «زوجى ينرفزنى» إلى «أنا حلمت إمبارح إنى حاولد بيبى بأربع صوابع وبمنقار»، فإنه مطلوب منى أن أهدئ من روعها وأطمئنها.
ثالثا: أحيانا تسأل المريضة أسئلة كثيرة لا أعرف إجابتها. ومطلوب منى أن أرد. مثال: «هو تأثير زيت ودن الدرفيل على البيبى إيه يا دكتور؟؟».
رابعا: كثيرًا ما يكون مطلوباً منك أن تكون موجوداً فى مكانين فى الوقت نفسه (عندك عيادة مثلا وفى الوقت نفسه سيدة تلد). ويا ويلك لو تأخرت على أى واحدة فيهن. وفى الوقت نفسه تجد أصدقاءك يكلمونك كى تذهب معهم إلى رحلة صيد فراشات، لأنه لا شىء عندهم يفعلونه.
خامسا: كونك تتعامل مع ستات فقط طيلة حياتك فهذه مشكلة فى حد ذاتها. وليت الأمر يتعلق بالست الحامل فحسب، ولكن هناك أمها وحماتها وأختها وصديقتها وجارتها، وواحدة قريبة صاحبتها، وأخت جوزها وأى سيدة تصادف مرورها. كلهن يجب عليك أن تتعامل معهن.
سادسا: كمية عيال صغيرة تأتى للعيادة مع أمهاتهم وملهمش أى لازمة. جاءوا ليبكوا ويكسروا العيادة ويشخبطوا على الحائط ويعملوا (ببّى)، ومطلوب منك وسط هذا المهرجان أن تبوسهم وتضحكّهم وتشيلهم وتهننهم.
سابعا: لو حدثت مشكلة- لا قدر الله- لأى سيدة وهى تلد فلن تجد أحدا يرحمك، حتى لو كنت قد فعلت كل ما عندك. لا أحد يتقبل أن سيدة دخلت للولادة يحدث لها مشكلة. مع أن المشاكل لا تعنى بالضرورة الإهمال. والخلاصة الله يرحمك.
ثامنا: إذا كانت السيدة تريد ولدا وقلت لها أنت حامل فى بنت، تجدها هى وزوجها يشعرانك أنك من تسببت فى هذا المقلب فيهما. يشعرانك أنك نحس ويجب أن تموت الآن. وتدخل فى الحوار العقيم «من فضلك اتأكد يا دكتور. بص كويس أصل خالة بنت خالة بنت عمها قالت لها إنه ولد والدليل إن مناخيرها كبرت فى الحمل، وبكده تبقى حامل فى ولد. بالإضافة إلى أن بطنها مدورة وبطن الحامل فى بنت بتبقى (مقلقسة)!».
تاسعا: عادى جدا أن تفاصل معك فى مئة جنيه ثم تجدها حجزت أكبر وأغلى جناح فى المستشفى، على أساس أن النقود التى يأخذها الدكتور نار فى جتته، وإنه ملوش أى لازمة.
أما عاشراً فإن كل هذا يهون حين تجد أم الحامل تدعو لك دعوة حلوة بعد أن يتم الأمر بنجاح، وتلد ابنتها فتضحك فى وجهك وتشكرك.